responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح نویسنده : القاري، الملا على    جلد : 9  صفحه : 3612
5664 - وَعَنْ جَابِرٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: " «بَيْنَا أَهْلُ الْجَنَّةِ فِي نَعِيمِهِمْ إِذْ سَطَعَ لَهُمْ نُورٌ، فَرَفَعُوا رُءُوسَهُمْ، فَإِذَا الرَّبُّ قَدْ أَشْرَفَ عَلَيْهِمْ مِنْ فَوْقِهِمْ، فَقَالَ: السَّلَامُ عَلَيْكُمْ يَا أَهْلَ الْجَنَّةِ، قَالَ وَذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى: {سَلَامٌ قَوْلًا مِنْ رَبٍّ رَحِيمٍ} [يس: 58] قَالَ: فَيَنْظُرُ إِلَيْهِمْ وَيَنْظُرُونَ إِلَيْهِ فَلَا يَلْتَفِتُونَ إِلَى شَيْءٍ مِنَ النَّعِيمِ مَا دَامُوا يَنْظُرُونَ إِلَيْهِ، حَتَّى يَحْتَجِبَ عَنْهُمْ وَيَبْقَى نُورُهُ وَبَرَكَتُهُ عَلَيْهِمْ فِي دِيَارِهِمْ» . رَوَاهُ ابْنُ مَاجَهْ.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
5664 - (وَعَنْ جَابِرٍ عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " بَيْنَا) وَفِي نُسْخَةٍ: بَيْنَمَا (أَهْلُ الْجَنَّةِ فِي نَعِيمِهِمْ) ، أَيْ وَاقِعِينَ فِي لَذَّاتِهِمْ مُشْتَغِلِينَ بِشَهَوَاتِهِمْ (إِذْ سَطَعَ) أَيْ سَنَحَ وَلَمَعَ (لَهُمْ نُورٌ) أَيْ عَظِيمٌ (فَرَفَعُوا رُءُوسَهُمْ، فَإِذَا الرَّبُّ قَدْ أَشْرَفَ) أَيْ تَجَلَّى تَجَلِّيَ الْعَظَمَةِ وَالْكِبْرِيَاءِ وَالْبَهَاءِ وَالْعُلَا (عَلَيْهِمْ مِنْ فَوْقِهِمْ) ، أَيْ مُبْتَدِئًا مِنْهُ، أَخْذًا مِنْ جَمِيعِ جِهَاتِهِمْ (فَقَالَ: السَّلَامُ عَلَيْكُمْ يَا أَهْلَ الْجَنَّةِ) وَلَعَلَّ الْمُرَادَ بِهِمْ جَمَاعَةٌ قِيلَ فِي حَقِّهِمْ: إِنَّ أَكْثَرَ أَهْلِ الْجَنَّةِ الْبُلْهُ " حَيْثُ قَنَعُوا بِاللَّذَّاتِ عَنْ رُؤْيَةِ الذَّاتِ، وَعِلِّيُّونَ لِأُولِي الْأَلْبَابِ لِاعْتِلَاءِ هِمَّتِهِمْ، وَارْتِفَاعِ نَهَمَتِهِمْ عَنِ النَّظَرِ إِلَى غَيْرِ رَبِّ الْأَرْبَابِ، وَيُؤَيِّدُهُ مَا رَوَاهُ الدَّارَقُطْنِيُّ فِي الْإِفْرَادِ، وَالدَّيْلَمِيُّ فِي مُسْنَدِ الْفِرْدَوْسِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ مَرْفُوعًا: «أَهْلُ شُغْلِ اللَّهِ فِي الدُّنْيَا هُمْ أَهْلُ شُغْلِ اللَّهِ فِي الْآخِرَةِ، وَأَهْلُ شُغْلِ أَنْفُسِهِمْ فِي الدُّنْيَا هُمْ أَهْلُ شُغْلِ أَنْفُسِهِمْ فِي الْآخِرَةِ» . وَفِي التَّنْزِيلِ إِشَارَةٌ إِلَى ذَلِكَ فِي قَوْلِهِ: {إِنَّ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ الْيَوْمَ فِي شُغُلٍ فَاكِهُونَ - هُمْ وَأَزْوَاجُهُمْ فِي ظِلَالٍ عَلَى الْأَرَائِكِ مُتَّكِئُونَ - لَهُمْ فِيهَا فَاكِهَةٌ وَلَهُمْ مَا يَدَّعُونَ - سَلَامٌ قَوْلًا مِنْ رَبٍّ رَحِيمٍ} [يس: 55 - 58] (قَالَ) أَيِ النَّبِيُّ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ: (وَذَلِكَ) أَيْ سَلَامُ الرَّبِّ يَعْنِي: شَاهِدُهُ (قَوْلُهُ تَعَالَى) أَوْ مَعْنَى قَوْلِهِ تَعَالَى: " {سَلَامٌ قَوْلًا مِنْ رَبٍّ رَحِيمٍ} [يس: 58] أَيْ لَهُمْ سَلَامٌ عَظِيمٌ. يُقَالُ: لَهُمْ قَوْلًا كَائِنًا مِنْ جِهَةِ رَبٍّ رَحِيمٍ (قَالَ: فَنَظَرَ) أَيِ الرَّبُّ إِلَيْهِمْ (وَيَنْظُرُونَ إِلَيْهِ فَلَا يَلْتَفِتُونَ إِلَى شَيْءٍ مِنَ النَّعِيمِ مَا دَامُوا يَنْظُرُونَ إِلَيْهِ، حَتَّى يَحْتَجِبَ عَنْهُمْ) أَيْ بِإِيقَاعِ الْحِجَابِ عَلَيْهِمْ بَعْدَ رَفْعِهِ عَنْهُمْ (وَيَبْقَى نُورُهُ) أَيْ أَثَرُ نُورِهِ، وَثَمَرَةُ ظُهُورِهِ عَلَى ظَاهِرِهِمْ وَبَاطِنِهِمْ، كَمَا يُشَاهِدُهُ أَهْلُ الْمَشْهَدِ فِي حَالِ الْبَقَاءِ بَعْدَ تَحَقُّقِ الْفِنَاءِ وَاللَّهُ تَعَالَى أَعْلَمُ. (رَوَاهُ ابْنُ مَاجَهْ) .

[بَابُ صِفَةِ النَّارِ وَأَهْلِهَا]
الْفَصْلُ الْأَوَّلُ
5665 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: " «نَارُكُمْ جُزْءٌ مِنْ سَبْعِينَ جُزْءًا مِنْ نَارِ جَهَنَّمَ " قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنْ كَانَتْ لَكَافِيَةً! قَالَ: " فُضِّلَتْ عَلَيْهِنَّ بِتِسْعَةٍ وَسِتِّينَ جُزْءًا، كُلُّهُنَّ مِثْلُ حَرِّهَا ".»
مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ. وَاللَّفْظُ لِلْبُخَارِيِّ. وَفِي رِوَايَةِ مُسْلِمٍ: " «نَارُكُمُ الَّتِي يُوقِدُ ابْنُ آدَمَ» ". وَفِيهَا: " عَلَيْهَا "، " وَكُلُّهَا " بَدَلُ: " عَلَيْهِنَّ "، وَ " كُلُّهُنَّ ".
ـــــــــــــــــــــــــــــ
[7] بَابُ صِفَةِ النَّارِ وَأَهْلِهَا
الْفَصْلُ الْأَوَّلُ
5665 - (عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: " نَارُكُمْ) وَفِي رِوَايَةِ التِّرْمِذِيِّ: نَارُكُمْ هَذِهِ (جُزْءٌ مِنْ سَبْعِينَ جُزْءًا مِنْ نَارِ جَهَنَّمَ) . زَادَ التِّرْمِذِيُّ: لِكُلِّ جُزْءٍ مِنْهَا حَرُّهَا (قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنْ كَانَتْ لَكَافِيَةً!) " إِنْ " هِيَ الْمُخَفَّفَةُ مِنَ الْمُثَقَّلَةِ، وَاللَّامُ هِيَ الْفَارِقَةُ، أَيْ إِنَّ هَذِهِ النَّارَ الَّتِي نَرَاهَا فِي الدُّنْيَا كَانَتْ كَافِيَةً فِي الْعُقْبَى لِاحْتِرَاقِ الْكُفَّارِ وَعُقُوبَةِ الْفُجَّارِ، فَهَلَّا اكْتُفِيَ بِهَا، وَلِأَيِّ شَيْءٍ زِيدَتْ فِي حَرِّهَا؟ (قَالَ: " فُضِّلَتْ) أَيْ نَارُ جَهَنَّمَ (عَلَيْهِنَّ) ؟ أَيْ عَلَى أَنْيَارِ الدُّنْيَا (بِتِسْعَةٍ وَسِتِّينَ جُزْءًا، كُلُّهُنَّ) أَيْ حَرَارَةُ كُلِّ جُزْءٍ مِنْ تِسْعَةٍ وَسِتِّينَ جُزْءًا مِنْ نَارِ جَهَنَّمَ (مِثْلُ حَرِّهَا) أَيْ مِثْلُ حَرَارَةِ نَارِكُمْ فِي الدُّنْيَا، وَحَاصِلُ الْجَوَابِ مَنْعُ الْكِفَايَةِ، أَيْ لَا بُدَّ مِنَ التَّفَضُّلِ

نام کتاب : مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح نویسنده : القاري، الملا على    جلد : 9  صفحه : 3612
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست